ADMIN
المدير العام
عدد المساهمات : 292 نقاط : 10862 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2010
| موضوع: تفاؤل وامل، قصيده من معالم الادب الفلسطيني الخميس أبريل 28, 2011 2:11 pm | |
| قصيده من روائع الادب الفلسطيني لابراهيم طوقان (1905ـ1941)، كتبها في اواخر ايامه بعد الاحباط الذي ساد الشارع الفلسطيني في نهايه الثلاثينيات بعد انتكاسه الثوره الفلسطينيه (1936ـ1938)، واتضاح معالم المخطط البريطاني الصهيوني لنكبه فلسطين باقامه الكيان الصهيوني على ارضها، وفي ظل تخاذل وتآمر عربي مع حاله الانقسام السياسي الفلسطيني وضيق افق وانانيه المتنفذين في القرار الوطني الفلسطيني وقتها. يتمرد الشاعر هنا في هذه القصيده على حاله الاحباط المطلق السائده وقتها داعيا للعوده الى الذات واعاده تصويب البوصله الى الاتجاه الصحيح وهو الوطن قبل كل شيئ وفوق الجميع، مع فضح النفاق السياسي والمصالح الفئويه الضيقه لمتنفذي السياسه في فلسطين. بالتركيز على كلمات هذه القصيده المعلم في التاريخ الوطني الفلسطيني، نجدها وكانها تتحدث عن الواقع الفلسطيني المزري الذي تعيشه فلسطين اليوم واللتي تمر بنكبه ثالثه بعد نكبه 48 ونكبه اوسلو ونكبه فتح وحماس اليوم .
كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء ولا العــــويلُ وأنهض ولا تشك الزمان فما شكا إلا الكــــسولُ وأسلك بهمتك السبيل ولا تقل كيف الســـــبيلُ ما ضل ذو أمل سعى يوماً وحكمته الدليـــــلُ كلا ولا خاب امرؤ يوماً ومقــــصده نبيــلُ
أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه والــحزن وقعدت مكتوف اليدين تقول:حاربني الزمن ما لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم بـه إذن؟
كم قلت ((أمراض البلاد)) وأنت من أمراضها والشؤم علتها: فهل فتشت عن أعراضـــها؟ يا من حملت الفأس تهدمها على أنقاضـــها أقعد فما أنت الذي يسعى إلى إنهاضــــها وأنظر بعينيك الذئاب تعب في أحواضــها
وطن يباع ويشترى وتصيح (فليحيى الوطن)؟! لو كنت تبغي خيره لبذلت من دمك الثمن ولقمت تضمد جرحه لو كنت من أهل الفطن
أضحى التشاؤم في حديثك بالغريزة والسليقة مثل الغراب نعى الديار فأسمع الدنيا نعيــقه تلك الحقيقة والمريض القلب تجرحه الحقيـقة أمل يلوح بريقه فاستهد يا هذا بريـــــقه ما ضاق عيشك لو سعيت له ولو لم تشك ضيقه
لكن توهمت السقام فأسقم الوهم البـــدن وظننت أنك قد وهنت فدب في العظم الوهن والمرء يرهبه الردى ما دام ينظر للكــفن
الله ثم الله ما أحلى التــــضامن والوفاقا بوركت مؤتمراً تألــف لا نزاع ولا شقاقا كم من فؤاد راق فيه ولم يكن من قبل راقا اليوم يشرب موطني كأس الهناء لكم دهاقا لا تعبئوا بمشاغبين ترون أوجهــهم صفاقا
لابد من فــئة أُجلُّكم تلــــذ لها الفتن تلك النفوس من الطفولة أُرضعت ذاك اللبن نشأت على حب الخصام وبات يرعاها الضغن
لا تحفلوا بالمرجفين فإن مطلبهـــــم حقير حب الظهور على ظهور الناس منشــأة الغرور مالم يكن فضل يزينك فالظهور هو الفـــجور سيروا بعين الله أنتم ذلك الأمل الكـــــبير سيروا فقد صفت الصدور تباركت تلك الصدرو
سيروا فسنتكم لخير بـلادكم خير السنن شدوا المودة والتآلف والتـفاؤل في قـرن لا خوف إن قام البناء على الفضيلة وارتكن
حي الشباب وقل سلاما إنكم أمل الغــد صحت عزائمكم على دفع الأثيم المعتدي والله مد لكم يد تعلو على أقوى يــــد وطني أزف لكَ الشباب كأنه الزهر النـدي لا بد من ثمر له يوما وأن لم يقـــــعد
ريحانة العلم الصحيح وروحه الخلق الحسن وطني وإن القلب يا وطني بحبك مرتــهن لا يطمئن فإن ظفرت بما يريد لكَ اطمـأن
| |
|